الأربعاء، 10 سبتمبر 2008

ملاك اسمها .... فريدة

وحيدا فى البيت، اشاهد التلفيزيون، يا له من ملل ، اغلقته و اطفأت انوار الغرفة،كنتيجة للظلمة رأيت بقعا من الألوان تتناثر حولى فى الظلام، اجتمعت دوائر الألوان، اخذت تتراص و تتغير الوانها واحدة تلو الأخرى، تكون اشكالا غير مفهومة بالنسبة لى، فجأة نبض قلبى نبضة قوية ضخت على اقل تقدير خمسة كيلوجرامات من الدماء، رأيت اجمل وجه فى حياتتى، اغلقت عينى لأحتفظ بالصورة قبل ان تتسرب من بين عينى، اخذت تكتمل صورتها داخل عينى.
.
تنسج صوراتها بالتتابع، رقبة بيضاء متوسطة الطول، جسمها جميل، انثوى، فاتن، ساحر، كل شىء فيه متوسط الحجم، ليس بها عيب واحد، تتشكل رجليها بيضاء أيضامتوسطة الحجم، تبدأ كدائرة كبيرة و يأخذ محيطه بالصغر( واحدة واحدة) قدميها صغيرتان جدا، لكنها جميلة، تكمل الشكل اللؤلؤى لها
.
اه، نسيت وصف وجهها، فى اول وهلة لن تعرف أهو وجه طفلة ام وجه شابة، المرحلتين يتمازجان بشكل غريب، انا حتى الان لم أعرف أن أفرق بينهما، شعرها بنى لامع، ينسدل على اذنيها، بعض خصلاته تغطى اذنها و البعض الاخر ينسدل ورائه، يذكرنى بالعسل، ثقيل لكنه ناعم، حتى لونه يشبه لون العسل، هى نفسها كالعسل.
أخذ ثوب أبيض يزينها، سلسلة فضية تزين رقبتها، العليقة مختفية بين فتحة صدرها، اقراط لؤلؤية تكمل اذنها، ملاك هى بحق.
ناديتها، سألتها عن اسمها، لم ترد، سألتها مرة اخرى ، أيضا هذه المرة لا ترد، ظللت اسألها و اسألها و اسألها، و هى لا ترد، فقط تنظر لى بطرف عينها اليمنى و تبتسم ابتسامة خبيثة لكنها طفولية، ظلت تطير حولى حاولت الإمساك بها لكنها ترقرقت من بين يدى، ظلت تصدر قهقهات قصيرة و هى تنظر لى، أظن أننى كنت أشبه المجنون ظللت أسألها : إسمك إيه ؟هه؟اسمك إيه، ردى عليا ، والنبى ردى
لم ترد، واختفت من خيالى، فتحت عينى، ظللت ابكى كالشاطر حسن عندما لم يلتقى حبيبته، أبكى كطفل صغير، فجأة ظهرت لى مرة اخرى ، هذه المرة وانا فاتح عينى ، نظرت لى ببؤبؤ عينيها الصغير البنى، بحب أو ربما بشفقة، نظرت لى نظرة أم حنون، فتحت فمها الصغير و بصوت عصفور و قالت: اسمى فريدة
نعم اسمى فريدة...... و اصحو من النوم

أسامة الدناصورى

تذكرت المرة التى رأيته بها فى احدى مقاهى المثقفين الشهيرة بوسط البلد، لم يكن أحد يعرفنى هناك، رأيته، ذهبت و سلمت عليه و عرفته بنفسى أصر أن يجلب لى مقعد و يجلسنى، كان يريد أن يطلب شايا لى ، لكننى تمنعت و أصررت على رأيى، تكلم معى بحميمة رائعة و أطلق تعبيراته الطفولية (على اللى رايح و اللى جاى) ودعته و سلمت عليه ثانية جذب يدى و قبلنى قبلتين سريعتين على وجنتى مع وعد باللقاء مرة أخرى..

جاءنى نفس الوجه الطفولى بحلمى، كان يمسك ورقة ظهرها ابيض لكن وجهه الذى ينظر فيه مكتوب،كنت أجلس أمامه كتلميذ يجل استاذه، قرأ ما قرأ وقد كان على ما يبدو قصة لى، نظر فى وجهى و التمعت عيناه و ابتسم، لم يقل كلمة واحدة، ابتسمت بدورى، شاشة سوداء، استيقظت.

رحم الله أسامة الدناصورى أو الديناصورى، يختار ما يريحه

قصة قصيرة جدا-لحظة غرام

لحظة غرام

ينظر لها فى عينيها، تهيم و لا ترى الا هو امامها، يقبلها قبلة فتغرق فى بحور الغرام ينظر لها، يسمع صدى اغنية لمحمد منير

انا بعشق البحر عشان زيك يا حبيبتى حنون

و سعات زيك مجنون

و مهاجر

ومسافر

وساعات زيك زعلان

وساعات زيك حيران

وساعات مليان بالصبر

انا بعشق البحر

تسمعه روحها، يتعالى معا بالغناء، يذوبان كقطعة الشوكولا، حتى العسكرى الذى يمر من ورائهما و يختلس النظرات للعشاق على الكورنيش لم يستطع التفريق بينهما، يتمعن، لا يستطيع ان يجد اى فارق و كأنهما كتلة واحدة، يتعجب و يمضى فى طريقه
و هما ما زالا يهيمان فى بحور العشق يصنعون ملكوتهم الخاص

__________________________
______________________________

إلى ملهمتى(.....)

الخميس، 17 أبريل 2008

وحش تحت الأرض

وحش تحت الأرض

أبتلعنى هذا الوحش، دخلت فمه بارادتى، لقد سعيت حتى ابتلعنى، منذ اللحظة التى دخلت فيها وجدت العديد من البشر مثلى، سعوا بأرجلهم و تدافعوا حتى يبتلعهم هذا الوحش ، بدأ الوحش بالجرى ، حبست أنفاسى، و حبس جميع من حولى أنفاسهم، الجو خانق ، حتى الهواء الذى يدخل ساخن، يلسع هذا الهواء أنفى.بعد فترة يقف الوحش ، يبتلع اناس اخرين و يتقيأ بعض الناس. أنظر حولى،ظلام دامس، أطفالا يصرخون، عجائز ينهجون، شباب يتضاحكون ، يحاولون أن يتناسوا هول هذا الموقف المهيب. يبدأ الوحش فى الركض مرة أخرى، أنظر حولى ، أجد اناس يعدون اللحظات و الثوانى ، يتساءلون متى سيلفظهم هذا الوحش من أحشائه، متى سينالون حريتهم. يتوقف الوحش مرة أخرى ، يلفظ بعض الناس و يبتلع اخرون، أتمعن فى وجوه الذين لفظهم فى جزء من الثانية و هو يغلق فمه، أجد علامات البشر و الفرحة على وجوههم ، يحسب من يراهم أنهم يريدون التهليل فرحا. أترقب ساعتى ذات العقارب الفسفورية، تضىء فى الظلام ، يضفى لونها على الجو الخانق مزيدا من الرعب و الخوف. متى سيلفظنى هذا الوحش الكاسر؟ متى؟ فى كل توقف للوحش ، أسمع أصوات ضربات قلب متداخلة ، أحس بصدور تهبط و تطلع باستمرار، ، أتساءل ،هل حان دورى بعد؟ هل حان الوقت للخروج من هذا الجحيم؟ حقيقة لا أعرف، لكننى أحس أن فى المرة القادمة سيلفظنى هذا الوحش، هذه المرة يفوق صوت ضربات قلبى الجميع، ينفتح فم هذا الوحش ، و تزداد ضربات قلبى سرعة، أرى بصيصا من الضوء ، نفذ الضوء عبر عينى و خلق حالة من التفاؤل الغريب ، لم أعهدها من قبل، قوة مغناطيسية تجذبنى الى الخارج، تجذبنى بدون توقف ، أرى نفسى وسط مجموعة من الناس، تتغير تقاسيم وجوههم الى الفرحة، نظراتهم توحى بالذهول، أصرخ من أعماقى أخيرا جاء و قت الفرج، أخرج الى النور تتملكنى رغبة بالصياح و التهليل و التكبير و البكاء ، أجرى بسرعة، أتأمل اليافطة الزرقاء مكتوب عليها : أنور السادات . أطير عبر السلالم ، أقف فى الشارع أتأمل يافطة أخرى أعلى عامود طويل , مكتوب عليها حرف أحمر:

(M)

مؤامرة الأصابع

مؤامرة الأصابع

كان يجلس على مكتبه يذاكر الرياضيات والتى كانت مادته المفضلة و لم تكن هناك مسألة تستعصى عليه ولكن هذه المسألة كانت صعبة بحق لدرجة أن جسمه الضخم بدأ يهتز من شدة العصبية و بدأ جبينه يقطر عرقا بالرغم من أن مكيف الهواء كان يعمل بأقصى طاقته، بدا و كأنه يعتصر مخه لتتقاطر منه الأفكار . أغمضت عيناه و تشابكت أصابعه وهنا و فى هذه اللحظة فقط بدأت المؤامرة أختلطت أصابعه و بدأت بالتحدث فقالت احدى الأصابع: ( لماذا نترك شخصا كهذا يتحكم بنا؟ لماذا نتركه يطقطقنا و يعتصرنا؟ لماذا لا نتحكم به نحن هل هو أقوى منا؟ ) فعلت أصوات باقى الأصابع بالهمس يتناقشن حول ما سمعنه الان وبدا من الواضح أن ما قيل قد لاقى القبول عندهن و قالت احداها: ( ما هدفنا من السيطرة عليه؟) فقالت ألاصبع التى بدأت بالكلام: ( لقد سيطر علينا طوال حياته و استنذف طاقاتنا و قوانا لفائدته الشخصية ولحل هذه المسائل التافهة لذلك يجب علينا على الأقل ألا نتركه يتحكم فينا و يبقى كل منا فى حاله) سعدت الأصابع بهذا الأقتراح و بدأن ينفذن الخطة التى اتفقن عليه و بدأت ترسل اشارات للمخ الذى كان مشغولا بايجاد الوسيلة لحل المسألة و لكنه على أى حال أستقبل الاشارات و التى كان فحواها ألا يستجيب لأى أمر بتحريك الأصابع، ففكر قليلا بما يمكن أن يكون وراء هذا الطلب و لكنه على أية حال وافق. و فى نفس هذا الوقت تلألأت فكرة فى عقله لحل المسألة و هم بكتابة الاجابة لكنه لم يستطع لم تستجيب له أصابعه فتوتر و بدأ ينظر حوله برعب و حاول مرة أخرى أن يسيطر على أعصابه و يبدأ بالكتابة و لكنه ذهل فلم تكن أيا من أصابعه تستجيب له

ثم بدأ بالصراخ وبالعويل و بعد بضعة دقائق تخللهما البكاء أيضا فأصبحت كالسيمفونية تتردد حوله بالغرفة.

فجأة سمع صوتا يتردد بدماغه: (ها أنت الان عرفت قيمتنا الحقيقية و أنك لا تستطيع العيش بدوننا فلماذا استنفزت قوانا واستهلكتها فى طقطقتنا و لوينا، لم تسمع لمطالبنا بالتوقف، و أطربك صوت الطقطة و التى لم تعرف لغبائك حقيقتها أنها أصوات تألمنا و بكائنا، و أعلم أن من لا يفكر الا بمصالحه ويستغل الاخرين لتحقيقها فسيأتى الوقت الذى سيعيش فيه بعزلة طوال حياته، عش من الان فى عزلة عن أصابعك) و سمع صوت ضحكة طويييييييييلة تتردد فى شتى أنحاء دماغه.

عمر أسامة الباز- 16 عام

يأس

يأس

نزل عم على البواب من الدور الثانى الذى تقطن به احدى مذيعات القنوات الفضائية - التى بالطبع يجب أن تكون بنت فلان الفلانى المذيع المشهور أو زوجة علان العلانى رجل الأعمال و ذات مظهر سىء يجبر المشاهد على عدم الأقتراب من القناة التى تتبع لها-

محملا بأكياس بلاستيكية عليها اعلانات زجاجات ويسكى و خمرة تظهر أن الأكياس تم الحصول عليها من احدى الأسواق الحرة.

تردد صوت عم على عبر السلم الرخامى : ( أنت ياد يا عبد الحميد تعالى ساعدنى)
ظهر من غرفة جانبية بالدور الأرضى شاب لا يزيد عمره عن 17 أو 18 عاما ،مفتول العضلات ، تظهر عليه علامات البؤس و الحياة اليابسة الخالية من أى متع أو ترفيه، ملامح وجهه مشققة كأنه كهل ،عيناه مليئتان بحزن عميق تجبرمن ينظر فيهما على الشعور بالشفقة تجاهه ؛ ظهر صوته العميق ، المكتوم و كأنه يتكلم من أحشائه: (حاضر يابا أنا جاى)

حمل عبد الحميد عن أبيه الأكياس البلاستيكية و عاد عم على الى الصعود مرة أخرى وظهر وجه المذيعة من بين الباب الموارب و هى تقول بسرعة وتتلعثم فى الكلام (خد الشنط دى يا عم على بسرعة و حطهالى فى العربية، الطيارة فاضل عليها ساعة غير المشوار)

نزل عم على من على السلم مرة ثانية محملا هذه المرة بحقائب الهاند باج و نادى على ابنه - عبد الحميد - مرة أخرى لكى يحمل عنه هذه الحقائب وهو يقول بصوته الوقور الذى تشعر بأنه يصدر عن حكيم من حكماء الزمان: (حط الشنط دى كمان فى العربية بتاعت الست أحلام، و الله ناس فاضية مسافرة لوحدها و شايلة على قلبها شنط تكفى حجات كل سكان العمارة)

أخذ عبد الحميد الحقائب و أوصلها لسيارة أحلام المذيعة الفارهة و هو يستعيد فى ذاكرته القصة التى سمعها من أكثر من شخص عن هذه السيدة

" أحلام سمير تبلغ من العمر 28 عاما متخرجة من كلية اعلام بالجامعة الأمريكية عاشت معظم حياتها مع أبيها رجل الأعمال المشهور ثم تزوجت أحد أبناء أصدقائه و بعد الزواج بثلاثة أشهر مات أبوها و ترك لها ثروة لا تعد ولا تحصى و شركات تعتبر من كبرى شركات السوق و بعد موت أبيها بشهر واحد مات زوجها و هو فى الثلاثينيات من عمره و طبعا ورثت عنه أموال كثيرة و أفتتحت قناتها الفضائية الخاصة و أودعت أموالها فى احدى البنوك كوديعة تعيش على فوائدها و جاءت الى منطقة الدقى و أشترت الشقة التى تسكن بها الان و تعيش بها وحدها و دارت عدد من الشائعات فى المنطقة أنها ستتزوج أحد رؤوس الحكم الذى تردد عليها أكثر من مرة فى الاونة الأخيرة"

بعدما دارت كل هذه الخواطر برأسه تنهد عبد الحميد قائلا: (ناس الأكل يجيلها لحد بؤها و ترفضه و ناس بتدور عن الأكل فى الزبالة، دنيا)

بعد حوالى عشرة دقائق ظهرت أحلام من على بوابات المنزل و هى تسرع باتجاه سيارتها و وصلت اليها و فتحته و ركبت أخذ عبد الحميد بتنظيف زجاج السيارة حتى بدأت السيارة تمشى فابتعد عبد الحميد و قال لها: (ترجعى بالسلامة يا ست أحلام)

ففتحت زجاج سيارته و أخرجت من حقيبتها عشرة جنيهات دستها فى يده و انطلقت بسيارتها و صدر صوت احتكاك العجلات بالأسفلت و نقل له الهواء ترددات وايقاعات أغنية أجنبية لم يفهم منها كلمة، و أخذت الايقاعات تخفت و تخفت حتى أختفت مع السيارة من مجال السمع و الرؤية .

التفت عبد الحميد راجعا الى المنزل متعجبا لماذا تسرع ، ماذا سيفوتها ، ألم تر حياته البائسة ، ألم تعلم أنه يتمنى أن يحصل على ثمن المتع التى تحت رجلها و يكون شاكر لفضل ربه، كل فترة تدس فى يده عشرة جنيهات و هى لا تعلم أنها تذهب أدراج الرياح فى ساعة واحدة، يندب حظه الذى جعله يولد فى مثل هذا المناخ البائس، يفكر فى ذنبه فى أن يعيش مثل هذه الحياة المتقشفة، ماذا فعلت واحدة مثل أحلام لتحصل على كل هذه الثروة ؟ لا شىء، لكنه يعود و يندم على هذه الخواطر و يستغفر ربه و يصلى ركعتين .............

()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()

عمر أسامة الباز- 16 عام

بسم الله الرحمن الرحيم

خير ما يبدأ به به الكلام هو اسم الرحمن

لقد افتتحت مدونتى أخيرا

بعد طول شد و جذب مع أصدقائى