الخميس، 17 أبريل 2008

وحش تحت الأرض

وحش تحت الأرض

أبتلعنى هذا الوحش، دخلت فمه بارادتى، لقد سعيت حتى ابتلعنى، منذ اللحظة التى دخلت فيها وجدت العديد من البشر مثلى، سعوا بأرجلهم و تدافعوا حتى يبتلعهم هذا الوحش ، بدأ الوحش بالجرى ، حبست أنفاسى، و حبس جميع من حولى أنفاسهم، الجو خانق ، حتى الهواء الذى يدخل ساخن، يلسع هذا الهواء أنفى.بعد فترة يقف الوحش ، يبتلع اناس اخرين و يتقيأ بعض الناس. أنظر حولى،ظلام دامس، أطفالا يصرخون، عجائز ينهجون، شباب يتضاحكون ، يحاولون أن يتناسوا هول هذا الموقف المهيب. يبدأ الوحش فى الركض مرة أخرى، أنظر حولى ، أجد اناس يعدون اللحظات و الثوانى ، يتساءلون متى سيلفظهم هذا الوحش من أحشائه، متى سينالون حريتهم. يتوقف الوحش مرة أخرى ، يلفظ بعض الناس و يبتلع اخرون، أتمعن فى وجوه الذين لفظهم فى جزء من الثانية و هو يغلق فمه، أجد علامات البشر و الفرحة على وجوههم ، يحسب من يراهم أنهم يريدون التهليل فرحا. أترقب ساعتى ذات العقارب الفسفورية، تضىء فى الظلام ، يضفى لونها على الجو الخانق مزيدا من الرعب و الخوف. متى سيلفظنى هذا الوحش الكاسر؟ متى؟ فى كل توقف للوحش ، أسمع أصوات ضربات قلب متداخلة ، أحس بصدور تهبط و تطلع باستمرار، ، أتساءل ،هل حان دورى بعد؟ هل حان الوقت للخروج من هذا الجحيم؟ حقيقة لا أعرف، لكننى أحس أن فى المرة القادمة سيلفظنى هذا الوحش، هذه المرة يفوق صوت ضربات قلبى الجميع، ينفتح فم هذا الوحش ، و تزداد ضربات قلبى سرعة، أرى بصيصا من الضوء ، نفذ الضوء عبر عينى و خلق حالة من التفاؤل الغريب ، لم أعهدها من قبل، قوة مغناطيسية تجذبنى الى الخارج، تجذبنى بدون توقف ، أرى نفسى وسط مجموعة من الناس، تتغير تقاسيم وجوههم الى الفرحة، نظراتهم توحى بالذهول، أصرخ من أعماقى أخيرا جاء و قت الفرج، أخرج الى النور تتملكنى رغبة بالصياح و التهليل و التكبير و البكاء ، أجرى بسرعة، أتأمل اليافطة الزرقاء مكتوب عليها : أنور السادات . أطير عبر السلالم ، أقف فى الشارع أتأمل يافطة أخرى أعلى عامود طويل , مكتوب عليها حرف أحمر:

(M)

ليست هناك تعليقات: