الخميس، 17 أبريل 2008

مؤامرة الأصابع

مؤامرة الأصابع

كان يجلس على مكتبه يذاكر الرياضيات والتى كانت مادته المفضلة و لم تكن هناك مسألة تستعصى عليه ولكن هذه المسألة كانت صعبة بحق لدرجة أن جسمه الضخم بدأ يهتز من شدة العصبية و بدأ جبينه يقطر عرقا بالرغم من أن مكيف الهواء كان يعمل بأقصى طاقته، بدا و كأنه يعتصر مخه لتتقاطر منه الأفكار . أغمضت عيناه و تشابكت أصابعه وهنا و فى هذه اللحظة فقط بدأت المؤامرة أختلطت أصابعه و بدأت بالتحدث فقالت احدى الأصابع: ( لماذا نترك شخصا كهذا يتحكم بنا؟ لماذا نتركه يطقطقنا و يعتصرنا؟ لماذا لا نتحكم به نحن هل هو أقوى منا؟ ) فعلت أصوات باقى الأصابع بالهمس يتناقشن حول ما سمعنه الان وبدا من الواضح أن ما قيل قد لاقى القبول عندهن و قالت احداها: ( ما هدفنا من السيطرة عليه؟) فقالت ألاصبع التى بدأت بالكلام: ( لقد سيطر علينا طوال حياته و استنذف طاقاتنا و قوانا لفائدته الشخصية ولحل هذه المسائل التافهة لذلك يجب علينا على الأقل ألا نتركه يتحكم فينا و يبقى كل منا فى حاله) سعدت الأصابع بهذا الأقتراح و بدأن ينفذن الخطة التى اتفقن عليه و بدأت ترسل اشارات للمخ الذى كان مشغولا بايجاد الوسيلة لحل المسألة و لكنه على أى حال أستقبل الاشارات و التى كان فحواها ألا يستجيب لأى أمر بتحريك الأصابع، ففكر قليلا بما يمكن أن يكون وراء هذا الطلب و لكنه على أية حال وافق. و فى نفس هذا الوقت تلألأت فكرة فى عقله لحل المسألة و هم بكتابة الاجابة لكنه لم يستطع لم تستجيب له أصابعه فتوتر و بدأ ينظر حوله برعب و حاول مرة أخرى أن يسيطر على أعصابه و يبدأ بالكتابة و لكنه ذهل فلم تكن أيا من أصابعه تستجيب له

ثم بدأ بالصراخ وبالعويل و بعد بضعة دقائق تخللهما البكاء أيضا فأصبحت كالسيمفونية تتردد حوله بالغرفة.

فجأة سمع صوتا يتردد بدماغه: (ها أنت الان عرفت قيمتنا الحقيقية و أنك لا تستطيع العيش بدوننا فلماذا استنفزت قوانا واستهلكتها فى طقطقتنا و لوينا، لم تسمع لمطالبنا بالتوقف، و أطربك صوت الطقطة و التى لم تعرف لغبائك حقيقتها أنها أصوات تألمنا و بكائنا، و أعلم أن من لا يفكر الا بمصالحه ويستغل الاخرين لتحقيقها فسيأتى الوقت الذى سيعيش فيه بعزلة طوال حياته، عش من الان فى عزلة عن أصابعك) و سمع صوت ضحكة طويييييييييلة تتردد فى شتى أنحاء دماغه.

عمر أسامة الباز- 16 عام

ليست هناك تعليقات: